بحث التوبة


مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، قيما لينذر بئسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ، الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير ، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور ، الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثني وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ، سبحانه رب السماوات ورب الأراضين ، تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ، خلق الخلق فأحصاهم عددا ، وقسم الأرزاق فلم ينس أحدا ، إن كل من في السماء والأرض إلا آت الرحمن عبدا ، لقد أحصاهم وعدهم عدا ، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ،وأشهد أن لا إله إلا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ، سبحانه رفع السماوات بلا عمد وبسط الأرض على ماء جمد ، هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم.
وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ، أرسله الله رحمة للعالمين ، وهو شفيع الأمة يوم الدين ، فاللهم صلي عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }      
[آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا}
{سورة النساء:1}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}                                       
{سورة الأحزاب:70-71}
إن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة في الدين بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:مامن انسان الا وهو خطاء ولكن أفضل الخطائون التوابون، ولكن منا من يظن أن الله لم يغفر له ،بسبب أنه قد أسرف على نفسه كثيرا فى المعاصى ،ومنا من يظن أن الله لن يغفر له بسبب أنه يعصى ويتوب ،ويرجع مرة أخرى للمعاصى  ،ويكرر توبته عدة مرات ،ولكن عندما يتوب فى المرة الأخيرة ،ومن الممكن أنها تكون التوبة النصوحة ،يظن أن الله لن يغفر له ،بسبب أنه يعيد التوبة عدة مرات ،ولا يتوب ،ويعيش بقية حياته على المعاصى ،وهذا كله من أخطاء الدعاة!،فان الواجب على الدعاة أن ينصحوهم ،ويذكروهم بما قاله الله تعالى فى قرآنه ،وفى الأحاديث القدسية ،ويذكروهم بما قاله النبى محمد صلى الله عليه وسلم، لكى يتوبوا، ويشعرونهم بأن باب التوبة مفتوح ،لمن يريد أن يلجه ،واننى باذن رب العالمين ،سيكون موضوعى فى هذا البحث ،عن:{التوبة بالدليل من القرآن الكريم والسنة المطهرة}.
التعريف بالتوبة
أَصْل التَّوْبَة فِي اللُّغَة : الرُّجُوع ، يُقَال : تَابَ ، وَثَابَ بِالْمُثَلَّثَةِ ، وَآبَ بِمَعْنَى : رَجَعَ ، وَالْمُرَاد بِالتَّوْبَةِ: الرُّجُوع عَنْ الذَّنْب.
(مسلم بشرح النووى)
ويقال((تاب الى الله توبا وتوبة ومتابا وتابة وتتوبة:رجع عن المعصية وهو تائب وتواب)).
ويقال((تاب العبد:أى:رجع الى طاعة ربه،وعبد تواب أى كثير الرجوع الى الطاعة)).
والمراد بالتوبة أيضا:-التخلى عن سائر الذنوب والمعاصى ،والندم على كل ذنب سالف ،والعزم على عدم العودة الى الذنب فى مقبل العمر.  
(منهاج المسلم لأبو بكر الجزائرى:101}.
حفظ الله للأمة بأن شرع التوبة
قال الامام بن القيم:- ومنزل التوبة أول المنازل، وأوسطها،وآخرها،فلا يفارقه العبد السالك،ولا يزال فيه الى الممات.وان ارتحل الى منزل آخر ارتحل به.واستصحبه معه ونزل به.فالتوبه هى بداية العبد ونهايته.وحاجته اليها فى النهايه ضروريه.كما أن حاجته اليها فى البداية كذلك وقد قال الله تعالى:-(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)وهذه الآية فى سورة مدنية،خاطب الله بها أهل الايمان وخيار خلقه أن يتوبوا اليه،بعد ايمانهم وصبرهم،وهجرتهم وجهادهم.ثم علق الفلاح بالتوبة تعليق المسبب بسببه،وأتى بأداة(لعل)المشعرة بالترجى،ايذانا بأنكم اذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح،فلا يرجوا الفلاح الا التائبون.
جعلنا الله منهم.
قال تعالى:(ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)قسم العباد الى:{تائب وظالم}،وما قسم ثالث ألبتة0وأوقع اسم(الظالم)على من لم يتب ،ولا أظلم منه،لجهله بربه وبحقه،وبعيب نفسه وآفات أعماله.
وفى الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:((أيها الناس،توبوا الى الله،فوالله انى لأتوب اليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة))وكان أصحابه يعدون له فى المجلس الواحد قبل أظن يقوم ((رب اغفر لى وتب على انك أنت التواب الغفور،مائة مرة))وما صلى صلاة قط بعد اذ أن أنزلت عليه(اذا جاء نصر الله والفتح)الى آخرها.الا قال فيها :((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك.اللهم اغفر لى) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :((لن ينجى أحدا منكم عمله.قالوا:ولا أنت يارسول الله؟قال:ولا أنا،الا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل))
(مدارج السالكين:1-198:199)
ومن أسباب التوبة الأضرار التي تتحقق لمن يصر على الذنوب فمن هذه الأضرار:-
(1) الإصرار على الذنوب يسبب الوحشة بين العبد وبين الله –عز وجل.
(2) يسخط الله والملائكة المقربون ويدعون على المصر على الذنب.
(3) يتسلط شياطين الجن والإنس على المصر على الذنب.
(4) تصعب عليه الطاعات ويغفل عن الدعاء فتتقاذفه نوازع النفس والشيطان.
(5) يشعر دائما بانقباض القلب وخبث النفس وضيق الصدر.
(6) تعظم الدنيا فى عينيه فيستعذبها ويلهث ورائها.
(7) خفة عقله والنقص فى ايمانه.
(8) إذا مات تلقته ملائكة العذاب بالسخط والويل.
(9) إذا صار للانصراف من الموقف يوم القيامة أخذ به ذات الشمال.
(10) ينقص قدر المصر على الذنب فى أعين الناس والمجتمع.
(11) تعتريه الذلة والصغار بين الناس.
(نضرة النعيم:9/3904)
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أَشَارَتْ الْآيَةُ إلَى أَنَّ عَدَمَ التَّوْبَةِ خَسَارٌ أَيُّ خَسَارٍ ، وَلِذَلِكَ كَانَتْ التَّوْبَةُ مِنْ الْكَبِيرَةِ وَاجِبَةً عَيْنًا فَوْرًا بِنُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ .                                               
(الزواجر عن اقتراف الكبائرللهيتمى)
يا الله ماأجمل عفوك ورحمتك باالمؤمنين عندما تقول(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
فيا أخى الحبيب:-ألم تتدبر معنى هذه الآيه ولو مرة،فهذا أمر من الرحمن فهل استجبت له؟
 (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، وَاللهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي، أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ)                     
(رواه مسلم:2675)
((إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ))
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: "يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَتُشْرِك بِيْ شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً".
(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ:278 / وَقَالَ: حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحَيْحٌ)
نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم
أخى الحبيب:- هل تدبرت هذه الآية ولو لمرة واحدة.أما علمت أن مغفرة الذنوب صفة من صفات الله وهى رحمة من الله يسوقها الى عباده.
فهو غفور لمن تاب اليه....ودود يتودد الى عباده وهو غنى عنهم.
الغفور الرحيم
ان الله خلق الكائنات بكن فيكون،الا أشياء؛لشرفها وكرامتها على الله،خلقها بيده،وكتب أشياء لكرامتها عليه بيده،فخلق آدم بيده،وخلق جنة عدن بيده،وكتب التوراةلموسى بيده،وكتب كتاب الرحمة بيده،فماأعظم كرم الرحمن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(كتب ربكم على نفسه الرحمة بيده،قبل أن يخلق الخلق:رحمتى سبقت غضبى)
(رواه ابن ماجه عن أبى هريرة،وصححه الألبانى فى صحيح الجامع:4475)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي)          
(رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة)
والمغفرة رحمة قال تعالى:(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
وقال تعالى:(ان الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما)
(البحار الذاخرة فى أسباب المغفرة/د.سيد حسين:22)
الباسط يبسط يده اليك ليقبل توبتك
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا)).
غفار لمن يتوب
قال تعالى فى الحديث القدسى:((يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ تُخْطِئُوْنَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوْبَ جَمِيْعَاً فَاسْتَغْفِرُوْنِيْ أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوْا ضَرِّيْ فَتَضُرُّوْنِيْ وَلَنْ تَبْلُغُوْا نَفْعِيْ فَتَنْفَعُوْنِيْ، يَاعِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فَيْ مُلْكِيْ شَيْئَاً. يَا عِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِيْ شَيْئَاً))         
(أخرجه مسلم عن أبى ذر-صحيح الجامع:4345).
حملة العرش يستغفرون لمن تاب الى الله وأناب!
لاتعجب ياأخى!فان قائل ذلك ليس بعالم ،ولا نبينا محمد،ولا أى نبى قبله!بل قائل ذلك هو الله.
فقد قال فى كتابه:(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)
فانك لو تبت الآن يستغفر لك الملائكة!بل أعظم الملائكة تعبدا لله!
فهل ستتوب أم ستتكبرعلى الله؟
بَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ أَرْبَعُونَ عَامًا أَوْ سَبْعُونَ سَنَةً فَتَحَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلتَّوْبَةِ
روى الترمذى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:{ إنَّ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ لَبَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ أَرْبَعُونَ عَامًا أَوْ سَبْعُونَ سَنَةً فَتَحَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلتَّوْبَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَلَا يُغْلِقُهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ }
(صحيح)
للْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ سَبْعَةٌ مُغْلَقَةٌ وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ
روى الطبرانى باسناد جيد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:( لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ سَبْعَةٌ مُغْلَقَةٌ وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ)
ماأجمل عفو التواب وما أفضل كرم الغفار اذ يجعل للذين تابوا بابا مفتوح للتوبة فهل لك من توبة قبل أن تطلع الشمس من مغربها.
وقال أحد العلماء:-إن فوائد التوبة لانستطيع أن نكتبها أو أن نحيط بها ،لكن حسبنا أن نستشعر أن التوبة:-
1-سبب لمحبة الله (جل وعلا):
قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)(سورة البقرة :222)  
2- سبب للخروج من دائرة الظالمين :
قال تعالى:(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(سورة الحجرات:11)
3-طاعة لأمر الله:
فقد قال الله :(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(سورة النور:31)
4- سبب لمحو الذنوب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((التائب من الذنب كمن لاذنب له))(رواه ابن ماجة)
5-سبب للفلاح فى الدنيا والآخرة:-
قال تعالى :(فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ)(سورة القصص:67)
وقال تعالى:(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا)(مريم:60)
6- تبديل السيئات الى حسنات:-
قال تعالى:(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)(سورة الفرقان:70)
7-سبب فى سعة الرزق والقوة:-
قال تعالى على لسان نبيه نوح (عليه السلام):(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا *يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا *وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا*)(نوح:10-12)
8-تجعل العبد يهرب من العذاب والوحشة الى الأنس والرحمة:
قال تعالى:(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)(سورة الذاريات:50)
9-سبب فى الحياة الهادئة المطمئنة:
قال تعالى:(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)(سورة هود:3)
10-تطهر قلب التائب:-
قال صلى الله عليه وسلم:((ان العبد اذا أخطأ خطيئة نكتت فى قلبه نكتة سوداء فان هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وان عاد زيد فيها حتى تعلوا على قلبه وهو الران الذى ذكر الله تعالى(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) (رواه الترمذى ،وابن ماجة،وأحمد،وحسنه العلامة الألبانى رحمه الله).
فلا تغرنك الدنيا وزينتها                    وانظر الى فعلها فى الأهل والوطن
وانظر الى من حوى الدنيا بأجمعها        هل راح منها بغير الحنط والكفن
خذ القناعة من دنياك وارض بها          لو لم يكن لك الا راحة البدن
يا زارع الخير تحصد بعده ثمرا            يازارع الشر موقوف على الوهن.

شروط التوبة
يشترط للتوبة خمسة شروط:-
الشرط الأول: الإخلاص:والإخلاص شرط في كل عبادة، والتوبة من العبادات، قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)(البينة: الآية5) فمن تاب مراءاة للناس، أو تاب خوفاً من سلطان لاتعظيماً لله عزّ وجل فإن توبته غير مقبولة.
الشرط الثاني: الندم على ما حصل:
وهو انكسار الإنسان وخجله أمام الله عزّ وجل أن فعل مانهي عنه، أو ترك ما أوجب عليه.
فإن قال قائل: الندم انفعال في النفس، فكيف يسيطر الإنسان عليه؟
فالجواب: أنه يسيطر عليه إذا أشعر نفسه بأنه في خجل من الله عزّ وجل وحياء من الله ويقول: ليتني لم أفعل وما أشبه ذلك.
وقال بعض أهل العلم: إن الندم ليس بشرط:
أولاً: لصعوبة معرفته.
والثاني: لأن الرجل إذا أقلع فإنه لم يقلع إلا وهو نادم، وإلا لاستمر. لكن أكثر أهل العلم -رحمهم الله - على أنه لابد أن يكون في قلبه ندم.
الشرط الثالث: الإقلاع عن المعصية التي تاب منها:
فإن كانت المعصية ترك واجب يمكن تداركه وجب عليه أن يقوم بالواجب،كما لو أذنب الإنسان بمنع الزكاة، فإنه لابد أن يؤدي الزكاة، أو كان فعل محرماً مثل أن يسرق لشخص مالاً ثم يتوب،فلابد أن يرد المال إلى صاحبه، وإلا لم تصح توبته
فإن قال قائل: هذا رجل سرق مالاً من شخص وتاب إلى الله، لكن ا لمشكل كيف يؤدي هذا المال إلى صاحبه؟ يخشى إذا أدى المال إلى صاحبه أن يقع في مشاكل فيدّعي مثلاً صاحب المال أن المال أكثر، أو يتَّهَم هذا الرجل ويشيع أمره، أو ما أشبه ذلك، فماذا يصنع؟
نقول: لابد أن يوصل المال إلى صاحبه بأي طريق، وبإمكانه أن يرسل المال مع شخص لا يتهم بالسرقة ويعطيه صاحبه، ويقول: يا فلان هذامن شخص أخذه منك أولاً والآن أوصله إليك، ويكون هذاالشخص محترماً أميناً بمعنى أنه لايمكن لصاحب المال أن يقول: إما أن تعين لي من أعطاك إياه وإلا فأنت السارق.
فإذا قال قائل: إن الذي أخذت منه المال قد مات، فماذا أصنع؟
فالجواب: يعطيه الورثة، فإن لم يكن له ورثة أعطاه بيت المال.
فإذا قال :أنا لا أعرف الورثة، ولا أعرف عنوانهم؟
فالجواب: يتصدّق به عمن هو له، والله عزّ وجل يعلم هذا ويوصله إلى صاحبه. فهذه مراتب التوبة بالنسبة لمن أخذ مال شخص معصوم.
تأتي مسألة الغيبة: فالغيبة كيف يتخلص منها إذا تاب:
من العلماء من قال: لابد أن يذهب إلى الشخص ويقول: إني اغتبتك فحللني، وفي هذا مشكلة.
ومنهم من فصّل وقال: إن علم بالغيبة ذهب إليه واستحله، وإن لم يعلم فلاحاجة أن يقول له شيئاً لأن هذا يفتح باب شرّ.
ومنهم من قال: لايُعلِمْه مطلقاً،كما جاء في الحديث: "كَفَّارَةُ مَنِ اغْتَبْتَهُ أَنْ تَستَغْفِرَ لَهُ" فيستغفر له ويكفي.
ولكن القول الثاني هو الأصح، وهو أن نقول: إن كان صاحبه قد علم بأنه اغتابه فلابد أن يتحلل منه، لأنه حتى لو تاب سيبقى في قلب صاحبه شيء، وإن لم يعلم كفاه أن يستغفر له.
الشرط الرابع: العزم على أن لا يعود:
فلابد من هذا، فإن تاب من هذا الذنب لكن من نيته أن يعود إليه متى سمحت له الفرصة فليس بتائب، ولكن لو عزم أن لايعود ثم سوّلت له نفسه فعاد فالتوبة الأولى لاتنتقض، لكن يجب أن يجدد توبة للفعل الثاني.
ولهذا يجب أن نعرف الفرق بين أن نقول: من الشرط أن لايعود، وأن نقول:من الشرط العزم على أن لايعود.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في وقت قبولها:
فإن كانت في وقت لاتقبل فيه لم تنفعه، وذلك نوعان: نوع خاص، ونوع عام.
النوع الخاص: إذا حضر الإنسان أجله فإن التوبة لاتنفع،لقول الله تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)(النساء: الآية18) ولما غرق فرعون قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين فقيل له: (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس:91).
أي الآن تسلم، ومع ذلك لم ينفعه.
وأما العام: فهو طلوع الشمس من مغربها، فإن الشمس تشرق من المشرق وتغرب من المغرب، فإذا طلعت من المغرب آمن الناس كلهم، ولكن لاينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لاً تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَةُ، وَلاتَنْقَطعُ التَّوبَةُ حَتَّى تَخْرُجَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا".
(شرح الأربعون النووية:لابن عثيمين بتصرف)
أحببتنا فأحببناك
ان هذه القصة لتدل على أن باب التوبه مفتوح لمن يرد الدخول فيه وهذه القصه هى (يروى أنه كان هناك شاب عبد الله عشرين سنة ،وعصا الله عشرين سنة،ثم نظر فى المرآه،فرأى الشيب فى لحيته،فسائه ذلك فقال:-اللهم أطعتك عشرين سنة ثم عصيتك عشرين سنة! فان رجعت اليك أتقبلنى؟ فناداه منادى :- أحببتنا فأحببناك تركتنا فتركناك عصيتنا فأمهلناك،وان رجعت الينا قبلناك).
قتل مائة نفس وتاب بعدها فتاب الله عليه
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ، فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ، فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ "، قَالَ قَتَادَةُ: فَقَالَ الْحَسَنُ ذُكِرَ لَنَا، أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ.
(رواه مسلم)
الخاتمة
فياأخى:
قف بالخضوع وناد ياالله                                             إن الكريم يجيب من ناداه
واطلب بطاعته رضاه فلم يزل                                    بالجود يرضى طالبين رضاه
واسأله مغفرة وفضلا انه                                              مبسوطتان لسائليه يداه
واقصده منقطعا إليه فكل من                                         يرجوه منقطعا إليه كفاه
شملت لطائفه الخلائق كلها                                               ماللخلائق كافل الاه
فعزيزها وذليلها وغنيها                                                وفقيرها لايرتجون سواه
ملك تدين له الملوك ويلتجى                                          يوم القيامة فقرهم بغناه
هو أول هو آخر هو ظاهر                                         هو باطن ليس العيون تراه
حجبته أسرار الجلال فدونه                                      تقف الظنون وتخرص الأفواه
صمد بلا كفؤ ولا كيفية                                             أبدا فمن نظراء والأشباه
شهدت غرائب صنعه بوجوده                                        لولاه ماشهدت به لولاه
واليه أذعنت العقول فآمنت                                          من غيب تؤثر حبها إياه
سبحان من عنت الوجوه لوجهه                                      وله سجود أوجه وجباه
طوعا وكرها خاضعين لعزه                                        وله عليها الطوع والإكراه
سل عنه ذرات الوجود فإنها                                             تدعوه معبودا لها رباه
ماكان يعبد من الاه غيره                                          والكل تحت القهر وهو اله
أبدى بمحكم صنعه من نطفة                                         بشرا سويا جل من سواه
وبنا السماوات العلا والعرش وال                                  كرسى ثم على عليه علاه
ودحا بساط الأرض فرشا مسبتا                                   بالراسيات وبالنبات حلاه
تجرى الرياح على اختلاف هبوبها                                  عن اذنه والفلك والأمواه
رب رحيم مشفق متعطف                                            لاينتهى بالحصر ماأعطاه
كم نعمة أولى وكم من كربة                                      أجلى وكم من مبتل عافاه
واذا بليت بغربة أو كربة                                             فادعوا الاله ونادى ياالله
لامحسن الظن الجميل به يرى                                     سوءا ولا راجيه خاب رجاه
ولحلمه سبحانه يعصى فلم                                        يعجل على عبد عصا مولاه
يأتيه معتذرا فيقبل عذره                                            كرما ويغفر عمده وخطاه.
بقلم:- محمود محمد إبراهيم الصياد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


ليست هناك تعليقات:

كن مدون